الجمعة، 20 يوليو 2012

الملك "الثور"


الملك "الثور"

صلاية الملك الثور بمتحف اللوفر
ولعل من أهم آثار الملك "الثور" صلايته الشهيرة بمتحف "اللوفر"، حيث أبدع الفنان فى تصوير القوة البدنية للملك ممثلاً فى ثور تظهر تفاصيل جسده، وعضلات سيقانه؛ مغطياً جبهته ومقدمة رأسه بشعر مموَّج مرتَّب، ومُظهِراً خطوطاً حول عينيه وأنفه توحى بأنه قد كسا وجهَه بغطاء مزخرف، شأنه شأن فحول العصور المتأخرة التى رمز أصحابها بها إلى بعض معبوداتهم، وخلعوا عليها نصيباً من قداستهم، واهتموا بزينتها فى حياتها ومماتها.
ولم يرمز الفنان بالفحل إلى ثور حقيقى أو معبود، وإنما رمز به إلى ملكه الذى تخيله ذا بطش شديد، وقوة تفوق قوة البشر. وقد كانت الفحول ولا تزال أكثر الحيوانات الأليفة فى البيئات الزراعية نفعاً حين هدوئها، وأكثرها احتمالاً حين عملها، وأكثرها بطشاً حين غضبها، وظل تشبيه الملوك المصريين بالفحول منذ ذلك الحين قريناً لتشبيههم بالأسود.
ولم يكن الخصم الذى طرحه الفحلُ أرضاً غير رمز لجماعة أو رئيس لمنطقة من البادية أو من حواف الدلتا، لا يبعد أن اسمها كان مرموزاً إليه بعلامة تصويرية إلى جانبه. ويرى "شوت" هذه المنطقة فى الصحراء الشرقية؛ ويتردد "جاردنر" بين اعتبارها فى الصحراء الغربية، أو فى الوجه البحرى.
وعلى أحد وجهى الصلاية ظهر تحت الأسد وخصمِه خمسُ ألويةٍ مقدسةٍ يعلوها رمزان للمعبود "وب واوت" (فاتح الطرق)؛ ورمزٌ للمعبود "جحوتى"؛ ورمزٌ للمعبود "حور"، ورمزٌ للمعبود "مين".
وقد امتدت من كل لواء منها يدٌ بشرية واضحة التفاصيل، وقبضت الأيدى الخمسة على حبل طويل غليظ كان يلتف من غير شك حول رقاب طائفة من الخصوم الذين ضاعت صورهم فيما ضاع من جسم الصلاية.
ويحتمل أن فنان الصلاية قد أراد أن يعبر بألوية الأرباب عن مشاركتها لملكه فى حربه، وتأييدها له فى نصره؛ أو أنه قد أراد التعبير بها عن أتباعها الذين حالفوا الملك ضد خصومه.


المراجع:

موقع مصريات (أحد مواقع مكتبة الاسكندرية):
http://www.bibalex.org/egyptology/Home/Home.aspx

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.